الجمعة، 28 يونيو 2013

• التفريغ الإنفعالي وقت الأزمات والصدمات

    إن مساعدة المصابين بالصدمة النفسية يحتاج إلى تدخل مباشر من قبل الأخصائي النفسي بعد وقوع الحدث الصادم مباشرة في مدة تتراوح ما بين (24 - 72) ساعة من الحدث الصادم، حتى يتمكن الأشخاص من إعادة تمثيل الحدث بما صاحبه من أفكار ومشاعر وانفعالات وردود أفعال بشكل جيد وبدرجة من الوعي والتذكر.

     وقد تكون الصدمة طبيعية كالكوارث والزلازل والبراكين والأعاصير.. الخ وقد تكون بفعل الإنسان نفسه مثل القتل والحروب والقصف المرعب والاقتحامات الليلية للمنازل والاغتيالات والاعتقالات أو الاعتداءات الجنسية... الخ.
    
ويعتبر دور المتدخل وقائد الجلسة عند البدء في عملية التفريغ الانفعالي مهمة جدًا حيث يتطلب ذلك منه مساعدة الشخص المصدوم على إعادة بناء خبراته في إطار معرفي جديد مع تجنب إثارة أعراض نفسية جديدة بل تركهم يعبرون عن أفكارهم ومشاعرهم وردات فعلهم بكل حرية ويصفون خبراتهم السابقة.
اعتبارات هامة عند التفريغ الانفعالي:
1)        على القائد أن يقدم نفسه بطريقة تبعث على الثقة والقبول والأمان والطمأنينة.
2)        أن حسن التقديم يعد مفتاحاً لشعور المنتفع أو المسترشد بالثقة والتحدث بحرية.
3)        على القائد أن يكون مستمعاً جيداً ولا يكثر من التعليق على حديث المنتفع.
4)        تقبل حديث الآخرين دون تهكم أو استهزاء وسخرية.
5)        شارك الآخرين شعورهم فهذا يخفف من شعورهم بالعزلة والشعور بالذنب.
6)        حدد لك أهدافاً واضحة ومحددة وقابلة للتحقيق.
7)        عدد المعالجين أو الأخصائيين المشاركين في التفريغ الانفعالي من (2-6) حسب عدد الأشخاص المنتفعين.
8)        عدد الأشخاص المنتفعين في التفريغ الانفعالي من (3 - 24) منتفع.
9)        مدة التدخل (الزمن الذي تستغرقه جلسة التفريع الانفعالي) من (2 - 4).
10)   المشاركة من قبل المنتفعين اختيارية مع التشجيع على المشاركة.
11)   شكل الجلسة التفريغية يكون على شكل دائرة وذلك للملاحظة والمتابعة ولإشعار المنتفع بالطمأنينة وبالمساواة بين طاقم التدخل والمنتفعين.
12)   أن تكون فرص مشاركة المنتفعين في التعبير عن الحدث متساوية.
13)   ممنوع التصوير أو التسجيل خلال الجلسة التفريغية.
14)   إغلاق التلفونات أثناء الجلسة التفريغية.
15)   عدم حمل الأوراق أو الأقلام من قبل المعالجين أو الأخصائيين أثناء الجلسة.
16)   أن يكون مكان انعقاد الجلسة آمن نسبيًا ولا يوجد فيه مشتتات أو ضوضاء .
17)   إخبار المنتفعين بشكل مسبق عن الزيارة وتحديد موعدها.
18)   إخبار المنتفعين بعدم التحدث عن أسرار خطيرة أمام الجلسة وأن يكون الحديث حول الحدث الصادم فقط.
19)   قائد الجلسة يبدأ الجلسة ثم يقوم بإنهائها.
20)   توزيع الأدوار والمهام بين طاقم التدخل قبل البدء بالجلسة.
21)   أن تكون مجموعة التدخل مدربة ومتفقة فيما بينها ومنسجمة وتكوم ضمن خطة عمل.
22)   بعد الانتهاء من الجلسة يقدم طاقم التدخل الضيافة للمنتفعين.
23)   آخر الشخوص الذي يخرجون من مكان انعقاد الجلسة هم طاقم التدخل.
24)   على طاقم التدخل معرفة عدد الأشخاص الذين بحاجة إلى التدخل لتحديد عدد المعالجين الذين سيشاركون في التدخل.
الهدف من التفريغ الانفعالي
إن الهدف من التفريغ الانفعالي هو التخفيف من المعاناة النفسية والحد من الألم النفسي وهذا يتحقق عن طريق:
·      التعبير عن الأفكار والانطباعات والمشاعر.
·      تعزيز المنظومة المعرفية من خلال فهم الحدث وردود الفعل اتجاهه.
·      التدريب على التعبير عن المشاعر بحرية من خلال المشاركة.
·      القدرة على الحركة من خلال المجموعة لتحقيق الدعم والمساندة والتماسك.
·      إعداد الخبرات السابقة والحالية وتحديدها مثل الأعراض، ردود الأفعال التي يمكن ظهورها.
·      التعريف بطرق المساعدة الإضافية المختلفة عند اللزوم.
مهارات تنفيذ عملية التفريغ
·      تعريف القائد لنفسه وكذلك المساعدون.
·      تقديم التسهيلات للتفريغ من خلال التحدث، الاستماع، التعليم.
·      أن تكون خاتمة الجلسة مرضية.
مراحل أو خطوات التفريغ الانفعالي
1)   مرحلة التقديم (المقدمة)
  تستغرق نحو (15 -20) دقيقة وكلما كان التقديم بنّاءً أدى إلى الشعور بالثقة والتقبل، ويتيح التقديم للشخص الفرصة للتعبير عن الأفكار والمشاعر ووصف الخبرات بحرية وتشمل المقدمة على:
ü  القائد يفتتح الجلسة ويعرف على نفسه وعلى طبيعة عمل الطاقم التدخل كما يعرف مساعدوه على أنفسهم.
ü  يوضح القائد قوانين أو شروط الجلسة للمنتفعين من حيث:
Ø  أن الجلسة ستكون مغلقة.
Ø  مدة الجلسة من (2 - 3) ساعات.
Ø  مشاركة المنتفعين اختيارية مع التشجيع على المشاركة لأهميتها وضروريتها.
Ø  وجوب إغلاق التلفونات أثناء الجلسة.
Ø  عدم الإفصاح عن الأسرار الخطيرة.
Ø  الحديث يكون فقط عن الحادثة.
Ø  تعريف الشخص عن نفسه اختياري أو باسم مستعار إن أراد ذلك.
Ø  عدم التهكم والاستهزاء من المشاعر والأفكار.
Ø  كل شخص يتحدث عن نفسه وليس عن غيره.
Ø  أن تكون الجلسة على شكل دائرة.
Ø     ليس هناك استراحة خلال الجلسة.
ü  التنبيه بأن الشخص قد يشعر بالضيق عند التعبير عن مشكلته وهذا شيء طبيعي.
ü  إعطاء فرص كافية ومتساوية للجميع بطرح الأسئلة والاستفسارات.
2)   مرحلة الحقيقة
ü  اشرح باختصار ماذا حدث ومتى وكيف؟ أو ماذا حدث معكم؟
ü  التعبير عن الحدث يكون مختصرًا بالرغم من أن الحدث يكون في الحقيقة طويلاً.
3)   مرحلة الأفكار 
 
يكون التركيز في هذه المرحلة على عمليات التفكير واتخاذ القرارات وطرح الأفكار المتعلقة بالحدث ويمكن أن يكون ذلك من خلال طرح أحد الأسئلة التالية على المنتفعين:
ü  ماذا كان انطباعك الأولي في أثناء الحدث؟ وخلال معايشتك لهذا الحدث؟
ü  ماذا فعلت أو كيف تصرفت أثناء الحدث؟
ü  ما هو أصعب شيء خطر على بالك في تلك اللحظات؟
ü  ما هي أكثر فكرة خطرت على بالك أثناء الحدث؟
4)   مرحلة المشاعر
 (الحزن،الخوف،الموت،الشعور بالذنب،تبلد المشاعر...الخ) حيث نوجه أحد الأسئلة التالية للمنتفعين:
ü  ما هو أكثر شيء شعرت فيه أثناء الحدث؟
ü  ماذا شعرت أثناء فترة الحدث؟
ü  كيف شعرت عندما حدث ذلك؟
5)   مرحلة رد الفعل
 هنا يقول قائد الجلسة بأن ردات الفعل هي طبيعية لأنكم أناس طبيعيون ولكن الحدث غريب ومفاجئ لذلك ظهرت لديكم ردات فعل مختلفة وسوف تتلاشى خلال أيام إنشاء الله وستعود الأمور  كما كانت عليه في السابق. ومن الأسئلة التي تساعد في بناء هذه المرحلة:
ü  كيف جعلتك الأحداث تتصرف؟
ü  ما هي ردود الفعل على الصعيد الجسمي والسلوكي أثناء الحدث؟
ومن الأمثلة على ردود الفعل الجسمية والسلوكية أثناء الحدث:
فقدان الشهية، السرحان، الغضب، عدم القدرة على القيام بأي عمل، إسهال، تخشب، قلق، اضطراب النوم، صداع، عدم التركيز، ألم في المعدة، تغيير في المبادئ... الخ.
من المهم الانتباه إلى أولئك الذين يعانون كثيرًا أو الذين يلتزمون الصمت أو الذين تظهر عليهم أعراض حادة... هؤلاء هم الأشخاص الأكثر تعرضًا للصدمة.
6)   مرحلة التعلم
  يقوم الطاقم المهني بشرح مهارات تقليص الضغوطات للمنتفعين وكيفية التغلب على الأزمة والمتمثلة بما يلي:
ü  عدم اتخاذ قرارات هامة أثناء الأزمة.
ü  تجنب تحمل المزيد من المسؤوليات التي تسبب المزيد من الجهد والشدة.
ü  لا تجهد نفسك لتلبية توقعات الآخرين.
ü  حافظ على  الروتين وخذ الأطفال للتنزه.
ü  شارك المقربين اليك.
ü  الاسترخاء.
ü  تعلم من تجاربك الماضية في حل الأزمات.
ü  أطلب مساعدة مهنية إذا شعرت بالحاجة لذلك.
ثم نقوم بتعليم المنتفعين تمارين الاسترخاء إذا كانت الحاجة تدعو إلى ذلك.
ومن الأسئلة التي يمكن توجيهها إلى المنتفعين في هذه المرحلة:
Ø  أنت حكيت عن الخوف.....
Ø  أنت حكيت عن عدم التركيز....
Ø  أنت فكرت بالموت ....
7)   مرحلة الإنهاء او الإغلاق 
من المهم عند الانتهاء من الجلسة معرفة الأشخاص الذين تأزموا وما زالوا بحاجة إلى مساعدة مهنية لمتابعة أمورهم.
كما يمكن توجيه السؤال التالي للمنتفعين:
Ø  ماذا تخطط أن تعمل إذا؟
إقرأ أيضًا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق